غيمز

هل تأخرت زيارة Assassin’s Creed Shadows لليابان؟

على مدار قرابة 20 عامًا، زارت سلسلة Assassin’s Creed أكثر من 20 دولة ومدينة وفتحت أعيننا على ثقافات وحضارات ربما لم نكن لنسمع عنها، إلا أنها تجاهلت -أو على الأقل أجّلت زيارة- واحدة من أكثر الثقافات الخصبة التي قُتلت بحثًا في الأعمال الفنية والأدبية رُغم انهيال المطالبات الصريحة على يوبي سوفت.

ولكن بعد سنوات من الانتظار، وتحديدًا في 2022، أعلن المطور أخيرًا عن Assassin’s Creed Shadows (تحت الاسم الرمزي Red وقتها) التي ستسافر بنا إلى بلاد الشمس المشرقة.. إلى أرض الساموراي.. إلى اليابان.. فلما تأخرت هذه الزيارة؟ وهل فعلًا تأخرت؟

Assassin’s Creed Shadows.. لماذا اليابان في هذا الوقت؟

في لقائه مع الـ BBC، قال مخرج اللعبة تشارلز بينوا ما يفيد بأن كل جزءٍ من السلسلة يُطبخ على نارٍ هادئة ويتم تقييمه واختباره من قِبل المعجبين أنفسهم قبل أن يُصبح متاحًا للجميع. وقال أيضًا إن فريقه استعان “بخبراء أسلحة” وإنه قد سافر إلى اليابان بنفسه ليتفقد البيئات التي سنزورها في اللعبة ويضمن دقة وواقعية التفاصيل. ولكن بعيدًا عن هذا الكلام الدبلوماسيّ، هل هناك سببٌ وجيه لزيارة اليابان في هذا الوقت تحديدًا؟ بحسب بينوا فإن فريق اللعبة “شعر أن هذه هي اللحظة المثالية” لزيارة بلاد الساموراي، وبالتالي يبدو أن الجواب هو “لا”.

وحقيقة الأمر، بعيدًا عن نظريات المؤامرة التي تدور حول إقحام الأجندات، لا يبدو أن هناك سببًا خفيًا وراء اختيار هذا التوقيت تحديدًا لزيارة اليابان. كل ما في الأمر أن يوبي سوفت كانت تنوي إرضاء اللاعبين عاجلًا أم آجلًا وهو ما كان، بعد عديد الاعتبارات.

“نحن ننظر في بعض المشاريع السابقة، والمستقبلية، وشعرنا أن هذه هي اللحظة المثالية لليابان”.

تشارلز بينوا- مخرج AC Shadowss

الجدير بالذكر أن أحد المطورين بـ Ubisoft Québec (الاستديو المُكلف بتطوير AC Shadows) قد بيّن في حسابه على LinkedIn أن اللعبة قيد التطوير منذ أكتوبر 2018، أي منذ أكثر من 5 سنوات، ما يعني بالتبعية أن نية زيارة اليابان كانت موجودة منذ وقتٍ طويل.

هل تأخرت الزيارة؟

هذا هو السؤال الأهم، والذي أعتقد أنه لم يكن ليُطرح لولا تُحفة سوني الفنية Ghost Of Tsushima، أقله ليس بنفس الدرجة التي يُطرح بها الآن. صحيح أن هناك عناوين جيدة دارت أحداثها في اليابان، حتى مؤخرًا مثل Rise Of The Ronin، غير أن العنوان الأبرز “شبح تسوشيما” فرض المقارنات وجعل البعض يعتقد أن مساحات الإبداع ستنكمش عند زيارة اليابان. يمكنك ملاحظة ذلك بنفسك إذا نظرت على تعليقات استعراض الجيم بلاي الأخير لـ AC Shadows، ولكن الحقيقة أن “يابان أساسنز كريد” مختلفة عن “يابان شبح تسوشيما” كليًا.

فمن حيث القصة وزمن الأحداث…

على الرغم من أن أحداث اللعبتين تقع في فترة اليابان الإقطاعية (من القرن الثاني عشر حتى التاسع عشر)، فإن هناك فارق زمني كبير بينهما يقترب من الثلاثة قرون؛ أحداث Ghost Of Tsushima تقع في عام 1274 في فترة الغزو المغولي لليابان، بينما تقع أحداث Assassin’s Creed Shadows في فترة سينغوكو Sengoku (استمرت من القرن الخامس عشر وحتى السابع عشر)، حيث تبدأ -تحديدًا- في عام 1579 وحتى أوائل ثمانينات ذلك القرن متناولة صراعات وشخصيات بارزة في تاريخ اليابان مثل “الموحّد” أودا نوبوناغا.

أودا نوبوناغا

قصة Shadows، حسب ما نعرفه، ستتضمن شخصيتين رئيسيتين قابلتين للّعب: الشينوبي (النينجا) Naoe والساموراي Yasuke المستوحى من شخصية ساموراي داكن البشرة، حمل نفس الاسم وعاش في القرن السادس عشر. في الفترة التي دارت فيها أحداث اللعبة كانت هناك حربًا أهلية بين كبار الزعماء الإقطاعيين (الدايميو) من الساموراي، والشينوبي، والتجار البرتغاليين، والمبشرين المسيحيين. وسط هذه الحرب، تقاطعت طريق Naoe وYasuke اللذين وجدا نفسيهما على طرفي نقيض إذ كان Yasuke بمثابة وكيلٍ لنوبوناغا، في حين كانت Naoe جزءًا من المقاومة.

الشاهد أن القصة والشخصيات والدوافع والبيئات وكل شيء مختلف، اللهم أحداث اللعبتين تقع في فترة اليابان الإقطاعية.

بالنسبة للجيم بلاي..

يمكن اللعب بكلا الشخصيتين حسب تفضيلك الشخصي من حيث الجيم بلاي، فأسلوب لعب Naoe يعتمد على التخفي (كما في Mirage) بينما يُركز Yasuke على القوة الغاشمة (مثل أسلوب الفايكنغ في Valhalla). كذلك ستقدم Assassin’s Creed Shadows ميكانيكيات جديدة لم نرها من قبل مثل “الطقس الديناميكي” الذي سيؤثر على الجيم بلاي لحظةً بلحظة، فالأمطار الغزيرة مثلًا ستساعدك على التخفي بمحوها لآثار الأقدام، في حين سيعتمد إداركك لما حولك على درجة الإضاءة، إلخ.

ختامًا، نحن لا نحتاج أكثر مما رأيناه لنتأكد من أن زيارة Assassin’s Creed Shadows لليابان ستكون مختلفة. إن تشبيه هذه اللعبة المرتقبة بـ Ghost Of Tsushima يُذكرني بتشبيه هذه الأخيرة بـ Sekiro قبل أن تصدر، وكما نعرف جميعًا، الفرق كبير بين العنوانين.

عبدُالرحمن

منشئ الموقع وسوري الجنسية وطالب متخصص في مجال تقنيات الحوسبة وأنظمة التشغيل والنظم البرمجية IT وعضوً في هيئة الإبداع والتمييز أيضاً مؤسس شبكة تكويد البرمجية وفي عمر الثانية والعشرين من العقد وحاصل على شهادة من Google في مجال التسويق الألكتروني ومبرمج ويب ومبرمج UI\UX.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل اضافة او برنامج ايقاف الاعلانات