مواضيع

الهواتف الذكية في طريقها لغزو عالم الألعاب!

ظهرت الهواتف الذكية في عالمنا منذ حوالي 15 عاماً بإعلان Steve Jobs عن هاتف IPhone أو بمعنى أصح أول هاتف ذكي بشكله الحالي. عندئذ تطورت ألعاب الهواتف بشكل ملحوظ مع ألعاب السيارات مثل Asphalt وإطلاق النار مثل Modern Combat، وكانت الطفرة مع ظهور ألعاب الـ Battle Royale للهواتف مع PUBG عام 2017 ثم Fortnite في نفس العام، ودخلت شركات كبرى بعناوينها الضخمة أهمها Call Of Duty ومؤخراً Apex Legends لعدد محدود من الدول. هناك عناوين قوية أخرى قادمة للهواتف مثل Rainbow Six، ومن هنا يمكننا القول بأن الهواتف في طريقها لغزو عالم الألعاب، فما مدى صحة قولنا؟ هذا ما سنتحدث عنه في مقالتنا.

لماذا يجب على شركات الألعاب الاهتمام بالهواتف الذكية؟

الهواتف الذكية

سؤال هام يطرح نفسه قبل أن يطرحه أحدكم، ألا وهو “لماذا يجب على شركات الألعاب الاهتمام بالهواتف الذكية؟” أو بالأحرى “لماذا تهتم شركات الألعاب بالهواتف الذكية؟”، وكلا السؤالين يمكن طرحهما من زاويتين؛ زاوية من منظور الهواتف الذكية، وزاوية من منظور شركات الألعاب، فلا يمكن فصل إحدى الزاويتين عن الأخرى وإنما تكمل كلتاهما الصورة.

بالنسبة للهواتف الذكية، فمعظمنا قد لاحظ أنها سريعة التطور بشكل يفرض نفسه على الجميع وستفهم ما أعنيه إذا كنت مُطلعاً على مجال الهواتف الذكية. هذا التطور سببه الرئيسي زيادة اعتماد المستخدمين على الهواتف الذكية في معظم شئون حياتهم مما يستتبع معه حاجتهم لألعاب قوية على هذه الأجهزة المحمولة التي ترافقهم طوال اليوم، وبالتالي تستغل شركات الألعاب هذه الحاجة لتطوير ألعاب ترضيهم، وهنا تطور شركات الهواتف عتاد هواتفها الذكية بشكل أسرع لاستيعاب هذه الألعاب.

بالنسبة لشركات الألعاب، فهي ترى أن الهاتف الذكي منصة جديدة ومميزة عن غيرها، كما أنها أرض خصبة لتحقيق مكاسب كبرى ونجاح عظيم مثلما رأينا في لعبة Free Fire، ومن يثبت وجوده في هذه المنصة يستطيع الدخول لاحقاً بألعابه إلى منصات أخرى، فجميع مستخدمي الحواسيب الشخصية والمنصات المنزلية يمتلكون هواتف ذكية، وإذا وثق هؤلاء في مطور لعبة ما على الهواتف الذكية قد يدعموه إذا انتقل بألعابه إلى منصاتهم. أما إذا كانت الشركة متواجدة بألعابها على منصات أخرى أساساً، فخسارتها تتمثل في عدم ربح تواجدها على الهواتف الذكية، وهنا “مربط الفرس” كما يقولون.

مظاهر اهتمام شركات الألعاب بالهواتف الذكية

الهواتف الذكية

لا يمكننا طرح السؤال السابق بدون استعراض مظاهر اهتمام شركات الألعاب بالهواتف الذكية من الأساس، ورغم أن هذا الاهتمام لم يقترب بعد من اهتمامها بالمنصات المنزلية كماً وكيفاً، إلا أننا لا يمكن تجاهله. ما أنواع الألعاب المتوفرة على الهواتف الذكية حالياً؟ توجد على الهواتف الذكية حالياً جميع أنواع الألعاب الشائعة حالياً بما فيها MMO و RTS و RPG و MOBA بالإضافة إلى Battle Royale و FPS… إلخ.

هناك العديد من الشركات الكبرى التي وفرت ألعابها على المنصات الأخرى للهواتف منذ فترة؛ Rockstar Games بألعاب GTA و Bully و Max Payne. تضم الهواتف الذكية مكتبة جيدة من عناوين EA، نذكر منها Need For Speed و Star Wars و FIFA و NBA 2K. أما شركة Square Enix، فلديها أيضاً Final Fantasy و Hitman و Life Is Strange و NieR.

شهدنا خلال السنوات الأخيرة اتجاهاً رائعاً وموفقاً من الشركات الكبرى إلى إطلاق نسخة للهواتف الذكية من عناوينها القوية على المنصات الأخرى، ومن أهم هذه الألعاب Call Of Duty: Mobile، ثم League Of Legends: Wild Rift، ومؤخراً هذا العام Apex Legends: Mobile.

لم تتوقف الشركات عند ذلك فحسب، فهناك عناوين ضخمة على الحاسب الشخصي والمنصات المنزلية تعمل الشركات حالياً على إطلاقها للهواتف الذكية، والذي يهمنا منها ألعاب FPS مثل Battlefield: Mobile و Call Of Duty Warzone: Mobile و Rainbow Six: Mobile، وجميعها ألعاب عظيمة برسوم قوية مما يعني اعتراف هذه الشركات بأن الهواتف الذكية جزء مهم من صناعة الألعاب!

هل عتاد الهواتف الذكية مُجهز لاستقبال ألعاب بمستوى ينافس المنصات الأخرى؟

الهواتف الذكية

نتحدث هنا عن تحميل الألعاب وتشغيلها باستخدام عتاد الهواتف نفسها وليس عن طريق الخدمات السحابية التي تعتمد على الإنترنت بشكل تام. بشكل عام، عتاد الهواتف الذكية حالياً غير مُجهز لاستقبال ألعاب كبرى بمستوى ينافس المنصات الأخرى، ويعزو السبب الرئيسي في ذلك إلى ضعف المعالج بالأغلبية الساحقة من الهواتف باستثناء الهواتف الرائدة والمخصصة للألعاب، وحتى المعالجات الرائدة ليست ناضجة بما فيه الكفاية.

أيضاً، معظم الهواتف الذكية ليس بها نظام تبريد متطور باستثناء الهواتف الرائدة والمخصصة للألعاب أيضاً، وحتى هذه الأنظمة ليست ذات كفاءة عالية في مقاومة الحرارة، ومن المعروف أن الحرارة عدو للأداء على أي جهاز. أيضاً ذواكر التخزين “ROM” والوصول العشوائي “RAM” على معظم الهواتف الذكية ليست كافية كسرعة أو حجم، ولا ننسى سرعات الشحن البطيئة في معظم الهواتف.

لكن الأمور ليست سوداوية لهذه الدرجة، فالأمر يشبه نوعاً ما نظرية العرض والطلب، فهناك مستوى معين من التكنولوجيا المُتاحة في الهواتف الذكية يتناسب طردياً مع احتياجات المستخدمين، ويُعد كل من اللاعبين وشركات الألعاب مستخدمين، فإذا زادت الحاجة “الطلب” إلى مستوى تكنولوجي معين، زاد مستوى التكنولوجيا المُتاح “العرض”، وهذا يعني أن شركات الهواتف الذكية غير مُضطرة إلى تطوير عتاد هواتفها بشكل كبير إلا إذا تطلب الأمر ذلك، فمثلاً شركة Apple توفر معالج M1 المخصص للحواسيب بأجهزة IPad Pro 2022 و IPad Air 5، وذلك لأن هذه الأجهزة موجهة لمحبي الألعاب والتعديل على الفيديوهات مما يتطلب معالج قوي.

لا نبالغ إذا قلنا بأن شركات التقنية تمتلك تكنولوجيا الكافية للسنوات الخمس المقبلة إن لم تكن أكثر من ذلك! ونكاد نجزم بأنه خلال عامين قد تنافس الهواتف الرائدة منصة Steam Deck، وقد تتفوق الهواتف المتوسطة على منصة Nitendo Switch، وهذا بدون ذكر معالجات الحواسيب التي تضعها Apple في أجهزتها اللوحية بالطبع. من الخطأ الفادح اتهام الهواتف الذكية بالفشل، فما زالت أجهزة حديثة نسبياً لم تحصل بعد على فرصة كافية من شركات الألعاب، واهتمام شركات الألعاب بهذه الأجهزة يصب في مصلحتنا كمستخدمين قبل مصلحة الشركات!

عبدُالرحمن

منشئ الموقع وسوري الجنسية وطالب متخصص في مجال تقنيات الحوسبة وأنظمة التشغيل والنظم البرمجية IT وعضوً في هيئة الإبداع والتمييز أيضاً مؤسس شبكة تكويد البرمجية وفي عمر الثانية والعشرين من العقد وحاصل على شهادة من Google في مجال التسويق الألكتروني ومبرمج ويب ومبرمج UI\UX.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

يرجى تعطيل اضافة او برنامج ايقاف الاعلانات